المادية الجدلية ركن اساسي من أركان
الفلسفة الماركسية، تعتمد على قوانين الدياليكتيك وبناها
كارل ماركس بالاستناد إلى جدلية فلسفة
هيجل ومادية فلسفة فيورباخ وكتب حولها الكثير من الكتب وابرز من كتب عنها كان
ستالين. أساس الفلسفة الجدلية هو انها تعتبر ان الفكر هو نتاج المادة وان المادة ليست نتاج الفكر، ففكر الانسان نتاج مادي من عقله وليس الانسان من نتاج الفكر، و هو ما ينفيه الفلاسفة المثاليون.
شرح المادية الجدلية
من المسلم به عند
الفلاسفة المثاليين والفلاسفة الماديين أن هناك قانون السبيبة الذي ينتهي بخالق بدون مخلوق لكن الماديون يعتقدون بأولوية المادة أما المثاليون فيعتقدون بأولوية الفكر أو الروح. ء الماديون يعتمدون على الأبحاث العلمية التي تنفي زوال المادة أما المثاليون فمنهم من يقول أن المادة ليست موجودة بل هي إنعكاس لوعي الإنسان وبالتالي غير موجودة أما الماديون فيقولون إن المادة موجودة بشكل مستقل عن وعي الإنسان ويعرفون المادة بكل ما تتحسسه حواس الإنسان الخمسة بينما يقول المثاليون ان حواس الإنسان تعكس تصورات في وعي الإنسان وهي غير موجودة في الواقع بشكل مستقل عن الوعي هذا هو ما يسمى الصراع بين الفلسفة المادية وباقي الفلسفات المثالية. ان الفلسفة المثالية تحاول تفسير الوجود انطلاقا من علة خارجية، وان الوجود المادي هو انعكاس لوعي أكبر وبالتالي فان الوجود المادي هو مغاير للوجود "الروحي" او "الغير مادي" ان هذا المفهوم يعتبر أن الوجود المادي ساكن ومخلوق ومسير من قبل "الفكر" أو "الوعي". ان الفسلفة المادية تعارض هذا التصور وتشدد على اهمية الوجود المادي في اعلاء وتوليد الفكر والوعي. ان الوعي هو انعكاس للمادة وليس العكس.
ماركس قام بمزاوجة مادية فيورباخ الساكنة مع مثالية هيجل التاريخية وخرج طفل جديد يسمى المادية الجدلية هي مادية بحتة بكل ما تعني الكلمة من معنى لكنها تؤمن بالتطور وفق
قوانين الدياليكتيك الثلاثة و هم:
- نفي النفي
- وحدة صراع المتناقضات
- تحول الكم إلى كيف
المادية الجدلية تنفي أن تكون المادة قد خلقت من العدم وتنفي أنه يمكن أن يتم نفي المادة و كانت الأبحاث العلمية في بدايتها حيث كان يستدل بقانون مصونية الطاقة
ونظرية داروين لإثبات كلامهم ولكن أصبح قانون لافوازيه يتم تدريسه في الجامعات وقانون لافوازيه المنسوب للعالم الفرنسي
لافوازيه ينص بأن المادة لا تخلق من العدم ولا تفنى بل تتحول من شكل إلى آخر وهو القانون الذي مازال مثبتاً حتى وقتنا الحاضر حيث أنه تم الوصول إلى عمق الذرة ونواة الذرة ولم يثبت إمكانية فناء المادة ومازالت حتى وقتنا الحاضر كافة المدارس تعلم الطلاب ان المواد الداخلة بالتفاعل تساوي المواد الخارجة من التفاعل حيث أن كافة العلوم مازالت تقف إلى جانب الفلسفة المادية.
ان ماركس يعتبر ان التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي الذي يعتبره المحرك الاساسي للتاريخ. ان ما يسمية البناءالفوقي الذي هو الانظمة السياسية، القيم الاجتماعية، والاديان، هي انعكاس للواقع الطبقي والمادي المعاش. ان هذا ينسجم مع النزعة المادية لتفسير التاريخ المتناقض مع النزعة المثالية لتفسير الاخير. قام ماركس بقلب ديالكتيك هيغل "رأسا على عقب". ان المادية الجدلية تعتمد أساسا على مفهوم الحركة الدائمة "الذاتية" أي عدم الحاجة إلى محرك خارجي وهي تتعارض مع المادية الكلاسيكية السكونية التي تعتبر أن الفكرة هي انعكاس سكوني للمادة. من هذا المنطلق فان المادية الجدلية تنفي الحاجة إلى محرك أولي للكون وللحياة. ان نظرية النشوء لداروين والنظريات البيولوجية الحديثة تثبت صحة المادية الجدلية.
ان نظريات ما بعد الحداثة التي تشدد على أهمية "شخصانية المعرفة" والتشكيك بموضوعية المعرفة تتحدى المادية الجدلية ولكنها بنفس الوقت تتحدى اسس المعرفة. ان المادية الجدلية تشدد على موضوعية الوجود وامكانية دراسته باستقلالية عبر المراقبة والاختبار. لقد حذر لينين لاحقا أن السلاح الاخير في يد الامبريالية والرأسمالية هي أبستمولوجيا المعرفة التي سوف تعمل على هدم الاسس النظرية للمعرفة بسبب فشلها في ربح المعركة الفلسفية والمنطقية مع المادية الجدلية والمادية التاريخية