... الهجوم المستهدف ضد المدنيين
....
قامت القوات الصهيونية المسلحة خلال حرب عام 1948 بتطويق المساحات العربية وقامت بالقصف المتواصل من اجل تشجيع السكان على الهرب ، الأمر الذي أدى فعلا إلى قيام النساء والأطفال والرجال بالهرب بحثا عن أماكن أكثر أمانا . لقد قام الجنود الإسرائيليون بمثل هذه الأعمال في معظم المدن الفلسطينية بما فيها حيفا وعكا ويافا والرملة واللد والقدس بالإضافة إلى القرى الفلسطينية . وطبقا للمراقبين البريطانيين في حيفا ، فان قوات "الهاجانا" الصهيونية كانت قد تعرضت للإحياء العربية في المدينة عبر "هجوم عشوائي وشرس وتعرضت للمدنيين العرب والنساء والأطفال الذين حاولوا الهرب من حيفا عبر بوابات المدينة والميناء عن طريق السفن وكان السكان الفلسطينيون يزدحمون على المفارق والموانئ . ففي الجهة الشرقية ،حيث اكتظت جموع الفلسطينيين المتجهين إلى الشمال ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ فقد لاقوا رصاص منظمات الهاجانا الإسرائيلية . وقد طبقت إسرائيل بعد ذلك سياسة " إطلاق الرصاص بنية القتل " في الخطوط الأمامية على الحدود وذلك بهدف منع "تسلل" اللاجئين الفلسطينيين التلقائي إلى فلسطين بغية العودة إلى بيوتهم.وقد قدر لاحقا إعداد اللاجئين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية بين أعوام 1948 و 1956 بنحو 5000 لاجئ ممن حاول العودة .
خلال حرب العام 1967، هاجمت القوات الإسرائيلية العسكرية مرة أخرى التجمعات المدنية الفلسطينية والتي لم تحمل أية بعدا عسكريا. فقامت القوات الجوية الإسرائيلية على سبيل المثال بقصف جوي لمخيمات اللاجئين في منطقة أريحا تبعها نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين (المهجرين أساسا في العام 1948)وقصفت الطائرات الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين ممن كانوا ينزحون من الضفة الغربية وقطاع غزة . وكما حدث في العام 1948،فقد ضربت القوات الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين يضمن ذلك النساء والأطفال الذين حاولوا عبور الحدود من اجل العودة إلى بيوتهم وقراهم . وقد أدى الهجوم المستهدف بحق المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أدى خلال نحو 35 عاما من الاحتلال إلى موجات من التهجير الداخلي أيضا .