السيدة ملعقة كرفان مميز
عدد الرسائل : 373 العمر : 33 العمل/الترفيه : بدرس المزاج : مروئة اعلام الدول : الاوسمه : المزاج : المهنه : الهوايه : الفعاليه : رقم العضويه : 3 السٌّمعَة : 1 نقاط : 56 تاريخ التسجيل : 24/01/2009
| موضوع: حنين ... الثلاثاء يناير 27, 2009 11:21 am | |
| .. حنين ...... أمل وريما طفلتان في الصف الثالث الابتدائي وهما صديقتان أيضا.. غادرتا المدرسة بعد انتهاء الدوام، وفي طريق عودتهما إلى البيت.. كان يدور بينهما كل يوم حديث مختلف حول الدروس والامتحانات.. لكن في هذا اليوم اختلف كلام أمل؛ فقد كانت تتحدث عن أسماء البنات والأولاد وتسأل ريما عن رأيها في كل اسم. - يبدو أنك فرحة اليوم كثيراً يا أمل.. ما السر؟ ابتسمت أمل وقالت: ماما ذهبت إلى المستشفى في الليل. استغربت ريما وردت بسرعة: سلامتها ماذا يتعبها؟ - لا يا ريما.. ماما إن شاء الله ستلد، ويا رب تكون بنت!! ضحكت ريما وقالت: وإذا كان ولداً..المهم أن تكون أمك بخير. ومع صوت الضحكات المتبادلة بين الصديقتين.. تفرقت كل منهما ذاهبة إلى بيتها في مخيم (عين الحلوة) للاجئين في لبنان. كانت أمل تتمنى أن تطير كالعصفورة؛ حتى تصل البيت بسرعة وترى أمها.. دقت على الباب ودون أن تنتظر سألت: ولد ولا بنت؟! ابتسمت جدتها _وهي تفتح لها الباب_ ثم احتضنتها ولم تجب على السؤال. لكن أمل كانت تدعو بصوت مرتفع: يا رب بنت يا رب!! وانطلقت إلى غرفة أمها: ماما حبيبتي. ودون شعور قفزت على السرير بجانب أمها.. لترى بنفسها - ما شاء الله، حلوة يا ماما!! ماذا نسميها؟ أجابت أمها: فكري.. هل عندك أسماء حلوة؟ - نسمة لأ لأ، طيب: آية لا، جيراننا عندهم هذا الاسم، ما رأيك يا ماما ننتظر بابا حتى يأتي، أكيد عنده اسم حلو. ضحكت الأم وقالت: اذهبي الآن وغيّري ملابسك؛ لتتناولي الطعام. - حاضر يا ماما. خرجت أمل من غرفة أمها وهي تفكر بصمت: يا الله، ماذا نسميها!! كانت جدتها تنظر إليها وتبتسم، ثم نادت عليها لتتناول الطعام. وبينما كانت أمل تأكل مع جدتها.. سمعت صوت الباب يدق، فتركت الطعام وأسرعت نحو الباب: أكيد بابا. دخل والدها.. ورد السلام عليهم. - وعليكم السلام ورحمة الله يا بابا..هل اخترت اسماً لأختي؟! ضحك الأب: مستعجلة يا بابا اصبري، ثم سلّم على والدته الحاجة فاطمة وجلس بجانبها يسألها عن حال زوجته. - ما رأيك يا أمل في اسم (فاطمة)؟ ردت عليه أمه: لا يا ابني!! هذه الأسماء لا تعجبهم. - صح يا بابا هو اسم حلو لكن..أريد اسماً سهلاً مثل اسمي. قالت الجدة: تعال يا ابني نطمئن على زوجتك أولاً. قام الجميع إلى غرفة الأم.. وبعد أن اطمأنوا على صحتها جلسوا يختارون للمولودة اسماً مناسباً. قالت أمل: عندي فكرة يا بابا، ما رأيك أن تختار جدتي الاسم، فهي أكبر واحدة وأكيد عندها أسماء كثيرة من زمان. فرح الأب لفكرة ابنته ونظر إلى أمه: ما رأيك يا حاجة؟ وضعت الحاجة فاطمة يدها على خدها وقالت: آه يا ابني والله بنتك أمل فكرتني في أيام زمان.. ثم انخفض صوتها وسالت دمعة على خديها.. سرعان ما مسحتها لتخفيها عن الأنظار.. قالت أمل بصوتٍ غاضب: آه زهقت!! كل أسماء البنات خلصت.. لو كان ولداً كان اسمه أسهل. ضحك الجميع.. ثم قالت الجدة: ما رأيكم نسميها حنين! فرحت أمل وقالت: فعلاً هذا اسم دمه خفيف. وفجأة ارتفع صوتها تغني: يا رب يا ربنا تكبر حنين قدنا وتصير حلوة مثلنا وتروح المدرسة وتكون شاطرة زينا. ثم خرجت الجدة من الغرفة.. وبقيت أمل مع والديها - صحيح يا بابا لماذا اختارت جدتي اسم حنين، ولم تكن فرحة مثلنا؟ - اذهبي يا حبيبتي واسأليها. - خرجت أمل من الغرفة.. بحثت عن جدتها في المطبخ وفي كل البيت ولم تجدها، ثم نادت عليها بصوت مرتفع. سمعتها الجدة وقالت: تعالي يا حبيبتي أنا واقفة عند باب البيت. أسرعت أمل وسألتها: لم اخترت اسم حنين لأختي؟ - تعالي أحكي لك الحكاية: "زمان كنا نعيش في مدينة يافا، ولما جاء اليهود إلى فلسطين طردونا منها بالقوة واحتلوها.. ونحن لم ننس ذلك ودائما نتذكر أيامنا الجميلة هناك، آه كم أتمنى أن أرجع وأرى يافا، كل أهل المخيم مشتاقين للعودة إلى بلادهم". - آه القلب كله حنين لأيام زمان يا أمل. - الآن فهمت يا جدتي، كنت أسأل نفسي دائماً عن سر المفتاح المعلق حول رقبتك.. وتابعت الجدة: مازال لدينا أمل أن نرجع لبلادنا. ابتسمت أمل قائلة: تقصدين اسمي، أكيد أنت اخترت لي هذا الاسم عندما كنت صغيرة.. "ما رأيك يا جدتي سأكتب كل الأسماء التي توجد عندك، وأوزعها على الجيران؛ حتى يختاروا لأبنائهم أسماءً منها". - ابتسمت الجدة وحضنتها، ثم رفعت المفتاح من رقبتها وعلقته حول رقبة أمل، وأهدتها قبلة حانية على خديها. بقلم: نادرة صبري شبير
| |
|